تجمّع عدد من المعلمين المتقاعدين من مدن إيرانية مختلفة أمام مبنى وزارة التربية والتعليم في طهران احتجاجًا على تجاهل الحكومة لمطالبهم، وعدم دفع 60 في المائة من مكافآت نهاية خدمتهم التي تمتد على مدى 30 عامًا من التدريس.
وتم تنظيم هذا التجمع، اليوم الاثنين 6 يناير (كانون الثاني)، حيث توجه المعلمون الذين تقاعدوا في عام 2023 إلى مبنى وزارة التربية والتعليم، وطالبوا بدفع مكافآتهم المتأخرة بعد مرور 16 شهرًا على تقاعدهم.
ورددوا خلال التجمع شعارات مثل: "من يعادي أهل القلم سيسقط"، "المعلمون واعون ويكرهون التمييز"، "ازرعوا الأشجار بدل رجال السياسة ليصبح الهواء نقيًا"، و"كفى وعودا.. موائدنا فارغة".
كما قام المتقاعدون في هذا التجمع بفرش "مائدة فارغة" للتعبير بشكل رمزي أمام مبنى وزارة التربية والتعليم.
ووفقًا للفيديوهات الواردة، فقد قامت الشرطة بمصادرة مكبر الصوت الخاص بهم، وهتف المتظاهرون: "أعيدوا مكبر الصوت".
ونددت لجنة تنسيق نقابات المعلمين في إيران، من خلال نشر فيديوهات للتجمع، بـ"التأخير المتعمد" في دفع مكافآت نهاية الخدمة للمعلمين.
وأشارت هذه اللجنة إلى أن انخفاض قيمة التومان، الذي تسببت فيه السياسات الداخلية والخارجية للحكومة، يستدعي أن تُحسب المتأخرات وفقًا لمعدلات التضخم لتخفيف جزء من المشكلات التي يعاني منها هؤلاء الأفراد.
وسبق لوزير التربية والتعليم، علي رضا كاظمي، أن صرّح في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأن 50 في المائة من مكافآت تقاعد المعلمين ستُدرج في ميزانية العام الجاري والعام المقبل لتحديث المدفوعات.
لكن هذا الأمر لم يتحقق بعد، وما زال المتقاعدون ينتظرون استلام مكافآت نهاية خدمتهم وتطبيق نظام التصنيف بعد مرور عام أو عامين على تقاعدهم.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها المعلمون المتقاعدون تجمعًا احتجاجيًا. فقد نظموا في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) أيضًا تجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى وزارة التربية والتعليم مطالبين بحقوقهم.
ورغم الوعود المتكررة من الحكومة الإيرانية، يزداد الوضع المعيشي للمتقاعدين سوءًا يومًا بعد يوم، ما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد التجمعات الاحتجاجية خلال السنوات الأخيرة.
وذكرت منظمة "هرانا" لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) أن عام 2024 شهد تنظيم ما لا يقل عن 1279 تجمعًا وإضرابًا نقابيًا في إيران.